http://myegy.com/images/Childrens_Cancer_Hosbital.gif

تبرع لمستشفي سرطان الأطفال

الخميس، 27 أكتوبر 2011

خطر إنتقال الأمراض من القطط إلى الإنسان..

خطر إنتقال الأمراض من القطط إلى الإنسان..




إن خطر انتقال الأمراض من القطط إلى الإنسان يعتبر خطراً محدوداً,وهى في معظمها أمراض بسيطة يمكن علاجها أو الوقاية منها بسهولة باستثناء عدد قليل من الأمراض الخطيرة مثل السعار.ولكن إذا كانت مناعة الشخص ضعيفة,فإنه يمكن انتقال أمراض شديدة ومهددة للحياة من القطط إليهم,ومن أمثلة هؤلاء :-
الأشخاص المصابون بمرض الايدز , والمصابون بسرطان الدم وأمراض نقص خلايا الدم البيضاء, والذين يتناولون أدوية تضعف


المناعة مثل الكورتيزون, والاطفال حديثي الولادة حيث تكون المناعة لديهم ضعيفة, وكذلك العجائز الذين تجاوزوا السبعين او الثمانين


من العمر.


أولاً:الأمراض الفطرية
القوباءringworm
وهو من أشهر الأمراض التي يمكن أن تنتقل من القطط إلى الإنسان.فحوالي 40%من القطط تحمل هذا المرض ويمكن انتقاله منها إلى الإنسان .يظهر المرض على جسد الإنسان على شكل حلقات حمراء مسسبة حكة تتسع تدريجياً..وتعالج بالدهانات المضادة للفطريات.وإذا لم يتم معالجتها فإنها تشفى من تلقاء نفسها في خلال عدة شهور.


ثانياً:الأمراض البكتيرية
1_إلتهاب ملتحمة العيينconjunctivitis
وتتمثل في احمرار العين مع إفرازات صديدية .ويسهل علاج القطط والإنسان بالقطرات والمراهم,وتتمثل الوقاية بغسل الأيدي جيداً بعد ملامسة القطط المريضة.وعدم السماح لها بالتنقل في المنزل والصعود على الفراش وأماكن الجلوس أثناء إصابتها بالمرض .
2_إلتهاب الحلق واللوزتين
بعض القطط تحمل الميكروب السبحي streptococcusالذي يسببهذه الإلتهابات.ويتم العلاج بإستخدام المضادات الحيوية.والوقاية تكون بعدم السماح للقطط بوضع فمها في طعام أو شراب الإنسان.
3_النزلات المعوية
بعض القطط تحمل ميكروبات السلمونيللا والكامبيلوباكتر التي قد تنتقل إلى الإنسان وتسبب له الإسهال والقئ.والوقاية تكمن في استخدام القفازات عند تنظيف القطط وغسل الأيدى جيداً بعد مداعبتها وإبعاد القطط عن أماكن إعداد الطعام.
4_عضة القطط
اكثر من 75% من القطط تحمل في فمها ميكروب الباستيوريللا الذي قد يسبب نوع من أنواع الحمى.وبعض القطط تحمل أيضاً البكتريا العنقودية,وكذلك التيتانوس يمكن إنتقاله عن طريق عضة القطط ,هذا بالإضافة طبعاً إلى مرض السعار.لذلك ينصح بطلب المساعدة الطبية العاجلة بأسرع وقت ممكن بعد حدوث العضة ,خاصة إذا كان القط من خارج المنزل ,أو لو كان تم تربيته بالمنزل لكن العضة عميقة وشديدة ,وذلك للتعامل مع الجرح والوقاية من النتائج المحتملة.أما لوكانت العضة سطحية وبسيطة من القط المنزلي والذي تم تطعيمة من قبل فقد يكتفى بغسل مكان العضة جيداً بالماء,ويطهر ببعض المطهرات مثل مسحات الكحول أو السافلون ,ويوضع على المكان مرهم مضاد حيوي مثل الباكتروبان.
5_مرض خدش (خربوش) القط
هو مرض تحمله القطط الصغيرة أكثر من القطط الكبيرة .والبكتريا المسسبة له تسمى البارتونيللا .وتصل هذه البكتريا إلى القطط عن طريق البراغيث التى تصيب القطط,وعندما تحمل القطط الميكروب ثم تخدش الإنسان تنتقل العدوى إليه .وتتمثل أعراض المرض في الإنسان في تضخم الغدد الليمفاوية وأحياناً تحدث سخونة ..وتتم المعالجة بالمضادات الحيوية ..وهو ليس خطيراً بالنسبة للأشخاص أصحاب المناعة السليمة ..ولكنة قد يكون خطيراً جداً إذا كانت مناعة الإنسان ضعيفة كما ذكرنا سابقاً.وينصح أيضاً بغسل مكان الخدش جيداً بالماء ,ويطهر ببعض المطهرات مثل مسحات الكحول أو السافلون ,ويوضع على المكان مرهم مضاد حيوي مثل مرهم الباكتروبان.




6_بكتريا الهليكوباكتربيلوري
وهى البكتريا التي تسبب قرحنة المعدة والأثنى عشر في الإنسان .وقد ثبت في بداية التسعينات من القرن الماضي إمكانية انتقالها من القطط إلى الإنسان ,وقد تسبب هذا الاكتشاف في رعب كبير وهلع بين أصحاب القطط في ذلك الوقت.
والمرض ينتقل عن طريق تلوث الطعام بفضلات القطط ,لذلك فالوقاية تتمثل في ابعاد القطط عن أماكن اعداد الطعام .وعدم وضعها على طاولات المطابخ أو طاولات تناول الطعام , وكذلك غسل الأيدي جيداً قبل إعداد أو تناول الطعام بالذات بعد ملامسة القطط.
7_الدرن(السل)
وهو مرض صعب يصيب الرئة ويصيب أماكن أخرى من جسم الإنسان ..وقد ثبتت إمكانية انتقاله من القطط إلى الإنسان لذلك يوصى بالقتل الرحيم للقطط المصابة بهذا المرض نظراً لصعوبة علاج القطط المصابة به وإمكانية انتقاله الى الانسان.

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

الزنجبيل وأسراره المزهلة

الزنجبيل وأسراره المزهلة..                                 


قال تعالى (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا)  سورة الإنسان/17.

للزنجبيل فوائد عديدة ورائعة للقلب والمعدة والكبد والكلى والمثانة والامعاء, وفعاليته في حالات الانتفاخ, وسوء الهضم, والدوخة, والغثيان والارهاق, والشيخوخة, والضغط, والنقرص, والانفلونزا...هذا بالاضافة الي نكهته المميزة فلنحرص على ادخاله بشكل اساسي في الطعام والشراب اليومي.
أصل الزنجبيل:
 نبات معمر ينمو في المناطق الاستوائية ينبت تحت التربة يشبه درنات البطاطس في شكله له رائحة نفاذة مميزة وطعم لاذع حار ولايطحن الا بعد تجفيفه.تكثر زراعته بالصين والهند وباكستان وجاميكا, وافضل انواع هو الزنجبيل الجاميكي(بجاميكا).ويطلق علي الزنجبيل بالانجليزيهginger , وبالفرنسيهgingembre.
أنواع الزنجبيل:
 زنجبيل بلدي, زنجبيل شامي, زنجبيل العجم, زنجبيل فارسي, زنجبيل الكلاب, زنجبيل هندي وهو المستخدم المعروف, ويسمى (الكفوف).
حفظ الزنجبيل: 
 بعد سنتين تضعف فاعلية الزنجبيل بالتسوس والتآكل ;لفرط رطوبته.ولحفظ الزنجبيل أطول فترة ممكنة يخزن في أماكن غير مغطاة مع نبات الزعتر(يغطى به), أو يوضع مع الفلفل الأسود.وينبغي استعمال الزنجبيل الجديد,وذلك لجميل رائحته النفاذة ورونق لونه الموتار الفاتح.
 مكونات الزنجبيل:
يحتوى الزنجبيل على زيوت طيارة, وراتنجات أهمها (الجنجرول), ومواد هرمونية, وموادنشوية, وفيتامينات. ويرجع طعمه المميز الى وجود مادتي (الجنجرول), و(الزنجرون).
طبيعة الزنجبيل الطبية :
 للزنجبيل استخدام علاجي, ويدخل في في تركيب العديد من الادوية.
يفتح الانسداد ويطرد البلغم والمواد العفنة, والمواد المخمدة(أي المفترة المضعفة), ويطرد الغازات, ويلطف الحرارة, ويقوي الاعصاب, ويقوي الجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه الغدد وتقويته للهرمونات والدورة الدموية ,ويدخل في أدوية توسيع الاوعية الدموية, كما أنه يدخل في تركيب وصفات زيادة القدرة الجنسية, وفي علاج آلام الحيض, وغثيان الحمل, وهو عموما ً منشط لوظائف الاعضاء, مسخن, مطهر, مقوي.


فوائد الزنجبيل (وصفات مجربة) :

الفرح والانتعاش ::   يشرب مغلي الزنجبيل مع الحبة السوداء والنعناع قدر كوب, مع استنشاق أريج الياسمين أو الريحان.

تنشيط الدورة الدموية وإذابة الكوليسترول ::   يؤخذ من الزنجبيل المطحون 25جرام, ومن حب الرشاد 25جرام, ومن الينسون 25جرام, ومن حبة البركة25جرام, يطحن الجميع ويعجن في عسل نحل قدر نصف كيلو, وتؤخذ ملعقة بعد كل وجبة.


تقوية الذاكرة والحفظ وعدم النسيان  ::  يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55جرام, ومن اللبان الدكر 50جرام, ومن الحبة السوداء 50جرام, تخلط معا ًوتعجن في كيلو عسل نحل, وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا ً مع صنوبر وزبيب.


تقوية القلب ::  يصنع معجون يتكون من عسل النحل قدر كيلو, يطبخ فيه زنجبيل مطحون قدر 50جرام, مع قرنفل قدر 25جرام, ونعناع  مطحون 25جرام, ومن البهمن المطحون 10جرام, ويقلب جيداً حتى يعقد كالحلوى, ويعبأ في برطمان , وتؤخذ منه ملعقة بعد كل وجبة, مع مراعاة تجنب الشحوم والمجهود الشاق والعصبية.


تقوية النظر ::  يُشرب عصير جزر عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون, مع غسل العينين بمغلي الشمر (بعد تركه ليبرد)صباحاً.


تطهير المعدة وتقويتها ::  يؤخذ من الزنجبيل المطحون 25جرام, ومن الكراوية المطحونة 25 جرام, ومن الزعتر المطحون 25جرام, ومن النعناع المطحون 25جرام, وتعجن في كيلو عسل وتؤخذ ملعقة صغيرة من ذلك قبل الأكل.


تطهير الحنجرة والقصبة الهوائية ::  مضغ بقدونس وشرب نقيع لبان الدكر والعسل مع دهن الحنجرة بمعجون الزنجبيل والنعناع وزيت الزيتون بنسبة 3:1:1 ,وشرب مغلي الينسون محلى بسكر نبات أو مص سكر نبات.


النشاط والحيوية وحث الطاقة التناسلية ::  تؤخذ نصف ملعقة صغيرة تقريباً من الزنجبيل وتُغلى في كوب حليب بقري أو جاموسي, ثم يصفى ويحلى بعسل نحل ويشرب عند الحاجة أو بعد العشاء.


تدفئة الجسم ومقاومة أمراض الشتاء ::  يشرب الزنجبيل على الحليب أو يشرب مع القرفة مع قليل من السمسم محلى بسكر أو عسل.
ويمكن أيضاً مزج ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون في فنجان عسل نحل وتوضع في خبز وتؤكل عل الفطار أو حينما تشعر بالبرد.


بعض الأمراض التي يفيد في علاجها الزنجبيل:


الصداع والشقيقة(الصداع النصفي) ::  يعجن الزنجبيل المطحون قدر ملعقة صغيرة في فنجان زيت زيتون ويدلك منه مكان الألم ,مع شرب مغلي الزنجبيل مع النعناع وحبة البركة المطحونة,من كلٍ ملعقة صغيرة.


الدوخة ودوار البحر ::   تصنع أقراص من زنجبيل مطحون وسكر نبات مطحون ونشا بنسب 3:1:1وتجفف في الظل ويستحلب قرص عند الشعور بالدوخة أو قبل السفر (القرص يكون في حجم الكرزة).


التوتر العصبي :: ُينقَع زهر الخزامي(اللافندر) قدر ملعقة صغيرة في نصف كوب ماء من الصباح للمساء ,ثم يصفى ويحلى بعسل النحل,ويضاف إليه ربع ملعقة من الزنجبيل المطحون ويشرب عند اللزوم.


الأرق والقلق ::  يشرب كوب حليب ساخن عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون ,مع دهن الجسم بزيت الزيتون.


القولون العصبي ::  يمزج زنجبيل مطحون قدر 50جرام ,مع كمون مطحون 50جرام ,على نصف كوب ماء عليه ملعقة صغيرة من الخل. ويُشرب عند الشعور بالألم.


عسر الهضم :: تصنع مربى زنجبيل بالنعناع, وذلك بطبخ نصف كيلو عسل ونزع رغوته, ثم إضافة 50جرام زنجبيل و25جرام نعناع مطحون, وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد كل وجبة.


الإمساك ::  على كوب حليب بارد يضاف ربع ملعقة صغيرة من الزنجبيل. ويشرب عند الشعور بالإمساك.


الكحة وطرد البلغم ::  يؤخذ من زنجبيل مطحون قدر 50جرام, ومن اللبان الدكر المطحون 50جرام, ويعجنان في عسل قصب(عسل أسود) قدر 500جرام


الإنفلونزا ::  يشرب كوب حليب عليه نصف ملعقة زنجبيل مطحون محلى بعسل النحل صباحاً ومساءاً.مع تقطير زيت حبة البركة في الأنف.
الربو وضيق النفس ::  يمضغ لبان دكر وتبلع عصارته, ثم يشرب مغلي الزنجبيل مع الحلبة الحصى, وذلك صباحاً ومساءاَ.


الروماتيزم ::  دهناً وشراباً معجون الزنجبيل بعسل النحل بنسبة 3:1 وذلك قبل النوم, مع شرب مغلي الشمر كالشاي.

ضعف الكبد وكسله ::  يمزج الزنجبيل مطحون في عسل القصب(عسل أسود) مع طحينة.ويؤكل عند الفطار والعشاء يومياً مع وضع مخروط النعناع الأخضر على الجانب الأيمن من الجسم من المساء للصباح.

لسعة الحشرات ::  تؤخذ ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون, وتُمضغ حتى تصير عجينة, توضع بعد ذلك على مكان اللسعة.

عرق النسا :: يشرب مغلي الزنجبيل يوميا ً قدر كوب يضاف إليه 7قطرات حبة البركة.,مع تدليك الكعب بقوة بكريم الزنجبيل وزيت الزيتون قبل النوم.

النقرس ::   نفس الوصفة السابقة مع شرب شواش الذرة والشمر والزنجبيل مغلياً على الريق, ويشرب الليمون بكثرة, مع تدليك مكان الألم بكريم الزنجبيل وزيت الزيتون قبل النوم.

ضغط الدم ::  لضبط الضغط انخفاضاً أو ارتفاعاً يشرب الزنجبيل مغلياً محلّى بعسل نحل صباحاً بعد الفطار,وفي المساء يُبلع فص ثوم مقطع مع كوب حليب.

صفرة الوجه ::  تؤخذ ملعقة صغيرة من الزنجبيل وتغلى في حليب, ثم تحلى بعسل نحل ,وتشرب صباحاً ومساءاً,مع دهن الوجه بزيت زيتون قبل النوم.






الاثنين، 24 أكتوبر 2011

ادفع بالتي هي أحسن




ادفع بالتي هي أحسن..

لما عفوت ولم احقد على أحد ** أرحت نفسي من هم العداوات
اني أحيي عدوي عند رؤيتـه** لادفع الشــر عـني بـالتحيــات
وأظهر البشر للانسان أبغضه ** كما ان قد حشى قلبي محبات
الناس داء وداء الناس قربهم** وفي اعتـزالـهم قطـع المـودات

يقول ربِّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

يرشدُنا ربُّنا - تبارك وتعالى - إلى الدَّفْع بالتي هي أحسن، وعدم الردِّ بالمثْل وإنْ كان جائزًا، فمَن يلقاك بعبوسٍ تَلقاه بطلاقة وجْهٍ وابتسامة، ومَن يُعْرِض عنك ويولِيك ظَهْرَه تستقبله، مَن لا يسلِّم عليك ولا يُحَيِّيك تُحيِّيه بالسلام وبغيره من التحايا، مَن يقطعك ولا يَصِلك تَصِله وتُواسيه في النائبات، مَن يُسْمِعك كلامًا جارحًا تُسْمعه كلامًا ليِّنًا طيِّبًا، مَن يحاوِل استفزازَك بالكلام، تتغافَل عنه وكأنَّك لم تسمعْ كلامَه.

لَيْسَ الْغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ
لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ الْمُتَغَابِي


 الكثير منَّا، بل الأكثر يبدأ باللين والرِّفْق مع مَن يُؤْذيه بقوله أو فِعْله، فيردُّ الإساءة بالإحسان، ثُمَّ ما يلبَثُ أنْ يعامِلَه بالمثْل، فما السببُ في ذلك والجواب بيَّنه ربُّنا - تبارك وتعالى؟ فحينما قال: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34] أعْقَبَها بقوله - تعالى -: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35].

فالبعض لا تنفَع معه المصانعة في أوَّل الأمر، فلا يرضي بعد مدَّة قصيرة، بل يحتاج إلى مُدَّة طويلة قد تستمرُّ عِدَّة أشهرٍ أو سنين؛ حتى يشعرَ المعادِي بغير حَقٍّ بالتأثُّم، ويستشعرَ الخطأ، ويتغلَّب على نفْسه وشيطانه، وقد أشار ربُّنا إلى ذلك بقوله: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا ﴾ [فصلت: 35]، فلا بدَّ من الصبر، فلنُوطِّنْ أنفسَنا على ذلك.

والسبب الثاني أشار إليه ربُّنا بقوله: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35].

فحينما تُحْسِن إلى مَن يُسِيء إليك مرَّات، يأتيك الشيطان يُوسْوس لكَ بأنَّه قد يظنُّ أنَّك خائفٌ منه، أو محتاج إليه، أو غير ذلك من الوساوس، فلا يزال بك حتى تعامِلَه بالمثْل، فهنا تحتاج النفسُ إلى تذكيرٍ بأنَّ هذا ليس ضَعفًا، وليس جُبْنًا، إنَّما هو علامة على أنَّك محظوظٌ، فأنتَ خيرٌ منه، نِلْتَ الذِّكْر الْحَسن وراحة البال في الدنيا، والثواب في الآخرة، فأنتَ محظوظٌ وليس هذا الحظُّ يسيرًا، بل هو حظٌّ عظيم.

فمَن يقابِل السيِّئة بالحسنة كثيرٌ، لكن مَن يَثبتُ منهم على هذا الأمر ويستمرُّ عليه قليلٌ.

إخوتي، مَن يُحسن الكلام كثيرٌ، ومَن يعمل بما يقول قليلٌ، فلنكنْ مِن تلك القِلَّة؛ فهي المؤثِّرة، فما وُجِّه الناسُ بأفضل من العمل، فيرون القدوة الحَسَنة أمامهم، فيقتدون بها، ولو لم يتكلمْ، فعلى أهْلِ القُدْوة أن يتفطَّنوا لذلك، عليك أخي طالب العِلم، الداعية، الحافظ، المعلِّم، الأب، الأخ الأكبر، علينا جميعًا أنْ نعملَ بما نقول؛ حتى يكونَ لتربيتِنا وتوجيهنا أثرٌ، ويُنْتَفَع بنا.